يتعرض العديد من الأشخاص لضوضاء الشوارع فوفقا لدراسة أجرتها شركة أبل وباللجوء لبيانات من ساعتها الذكية التي جمعتها من مستخدميها، فإن الضوضاء الزائدة والمستمرة قد تؤدي للعديد من المخاطر على الجسم من بينها فقدان السمع وغير ذلك من المشاكل الصحية.
فمع التعرض المستمر للضوضاء بحكم طبيعة عملك أو المحيط الذي تقطن فيه والذي يكون فيه صوت الصخب عاليا من المعدل فمع مرور الوقت قد يؤدي ذلك إلى مشاكل صحية وخيمة.
ففي عام 2019 باشرت شركة أبل دراستها حول تأثير الضوضاء على الشخص، وقد شارك في الدراسة حوالي 130 ألف مشارك، وقد استخدمت أبل ساعتها الذكية للمساعدة في الدراسة وتتبع الحالة الصحية للمشاركين وقاد شاركت في الدراسة جامعة ميشيغان، وقد استمرت الدراسة حتى شهر ديسمبر من عام 2022، وقد شمل مكان الدراسة الولايات المتحدة وبورتوريكو، راقبت شركة أبل الأشخاص المعنيين بالدراسة وبدأوا في ملاحظة تأثير الضوضاء خصوصا الأصوات فوق 70 ديسيبيل والذي يزيد من خطر فقدان حاسة السمع على المدى البعيد.
وقد توصلت أبل بنتائج صادمة من خلال دراستها، حيث أن كل 3 أشخاص يتعرضون للضوضاء فإن من بينهم شخص قد يتعرض لمشاكل صحية خطيرة مثل فقدان السمع والعديد من المشاكل الأخرى والتي سنتطرق لها فيما بعد.
كيف تؤثر الضوضاء على الصحة
التعرض للضوضاء المستمرة مع مرور الوقت ومع عامل التقدم في السن فإن طبلة الأذن تتلف مما يؤدي إلى فقدان السمع بشكل جزئي أو تام، فحسب ما أشارت له المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها في مخطط لأمثلة لمستويات الصوت ومتى يصبح فقدان السمع ممكنا، فقد لمحت هذه المراكز إلى قاعدة عامة مفادها كلما زادت حدة الأصوات الصاخبة والضوضاء كلما زادت احتمالية تلف طبلة الأدن الداخلية وبالتالي فقدان السمع، فعندما يقطن شخصا بقرب المطار أو قرب مكان به أشغال أو يشتغل في عمل يلازمه الصوت الصاخب، فإن احتمالية فقدان السمع تكون عالية مقارنة بشخص يعيش بعيدا عن هذه الأماكن أو يعمل في مكان هادئ، خصوصا إذا لم تكن تحمي أذنيك أو لم تمنحهم فترة راحة كافية للتعافي من الضوضاء.
فعندما تصل الضوضاء إلى قناة الأذن تهتز طبلة الأذن. بعد ذلك تنتقل هذه الاهتزازات إلى الأذن الداخلية، حيث تحفز الخلايا، هذه الأخيرة بدورها ترسل إشارات إلى المخ. ويمكن للأصوات العالية أن تتسبب في تلف هذه الخلايا، والتي لا تنمو مجددا. ويمكن لهذا الضرر أن يؤدي إلى ما يسمى في ميدان الطب بفقدان السمع الحسي العصبي. وحتى التعرض للأصوات الصاخبة التي لا قد تضر بسمعك يجعلك أكثر عرضة لفقدان السمع المرتبط بالعمر.
فبالإضافة للشعور بالانزعاج من الأصوات الصاخبة والتي قد تؤدي لتلف الأذن، فإن هذه الضوضاء تؤثر على صحة الأشخاص من عدة جوانب أخرى، نذكر منها الصحة النفسية حيث قد تؤدي الضوضاء إلى الإصابة بالاكتئاب والقلق والانزعاج المستمر وهذه الأشياء هي الأخرى قد تؤدي إلى الزيادة من احتمالية الإصابة بأمراض القلب والشرايين، من مشكل بسيط إلى مشكل عويص، لذلك ينصح الخبراء الابتعاد عن الأماكن التي بها أصوات صاخبة والالتجاء الى الأماكن الهادئة.
قد يواجه العديد من الأشخاص صعوبة في الهرب من الصخب والضوضاء بحكم أنهم يقطنون في حي قريب من الطريق السيار أو قريب من المطار، أو أنهم يقطنون قرب مكان عام به نشاطات أو بحكم العمل، مما يستحيل تجنب التعرض للضوضاء والأصوات الصاخبة، وقد يزيد التلوث الطين بلة. وهذه الأشياء لها تأثير سوآءا في المدى القريب أو البعيد على صحة الأفراد سواء الجسدية أو النفسية.
تعليقات
إرسال تعليق